المدينة القديمة في ليبيا 1

حرصت في كتابة هذا التقديم أن لا أغفل الإشارة إلى أي موضوع من المواضيع المتشابكة، والتي تشترك جميعها في أهمية الإشارة إليها.. وقد يحدث أن يسقط البعض منها سهوا، وأحيانا أخرى عمدا، لضيق الوقت وأحيانا المساحة. عند الإحتفال بصدور العدد التجريبي نصيحتان لازال صداهما معي، الأولى من الصديق الناشر الليبي سالم الزريقاني، حين شجعني بالقول ستظل الأعداد الأولى في إطار تجريبي ودعوا مربعات تنمو نموا طبيعيا، ولا تثقلوها بمسؤولية وعضة. وكانت الثانية من الكاتب عبدا لله مليطان، حين همس لي في أذني ونحن نعلن ولادة مربعات في الدار البيضاء، لا تخذلوا مربعات بغيابها يجب أن تداوم على الصدور، ولم يقل لي بانتظام..! حدث ماحدث منذ صدور العدد التجريبي الأول، كانت فاجعتنا كبيرة في رحيل الأستاذ علي سعيد قانة وكانت معها آلام بيروت ولبنان التي لم تأل آلة الحرب الغاشمة عن العمل لإسكات صوت المعرفة تمامًا كما حاولت أن تقطع أوصال لبنان. تعثرت خطواتنا لأن نقدم مربعات إل الجميع ولم ندرك السبيل. أخبرنا الجيران والأقرباء بولادتها، وكنا نحلم أن نشترك جميعا في الاحتفاء بها ورعايتها، ولكن جهالتنا بالنشر خذلتنا، وبقينا نحاول جاهدين إلى حين كان موعدنا مع الأستاذ محمد طرنيش ليأخد بيد المحاولة ويضفي عليها الحرفية الصحفية والأدبية. لن يكون من المجدي أن نبحث عن أسباب الغياب فلنسط كل المواضيع عمدا، هذه المرة لعدم جدواها، ولنشترك جميعا في قراءة العدد (التجريبي) الثاني والاستعداد لتحرير الثالت ... فالأمر يدعو إلى أن ننهض من عثرتنا بدلا من البقاء باكين على عثرة أولى في طريق طويل قد تليها عثرات.